اخر مواضيع المنتدى
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
الأحد أبريل 12, 2015 8:57 am
الأحد مايو 04, 2014 4:03 pm
الأحد مارس 30, 2014 1:19 pm
السبت أكتوبر 12, 2013 7:40 am
السبت سبتمبر 28, 2013 11:36 pm
السبت سبتمبر 28, 2013 11:33 pm
السبت سبتمبر 28, 2013 11:32 pm
السبت سبتمبر 28, 2013 11:29 pm
السبت سبتمبر 28, 2013 11:26 pm
السبت سبتمبر 28, 2013 11:25 pm











شاطر
كاتب الموضوعرسالة
معلومات العضو
الزعيم

الزعيم


Admin
معلومات إضافية
عدد المساهمات : 825
تاريخ التسجيل : 05/02/2013
معلومات الاتصال
https://arb2day.123.st
مُساهمةموضوع: تعريف العولمة لغة واصطلاحا تعريف العولمة لغة واصطلاحا Emptyالجمعة يونيو 14, 2013 11:04 pm



تعريف العولمة لغة واصطلاحا Bsmlh910

تعريف العولمة لغة و اصطلاحاً
نشأة العولمة و تطورها

من يقود العولمة
أهداف العولمة
مظاهر العولمة

مدخل للموضوع

هاهي الأحداث تتسارع ، و الأمم تتصارع ، و مع كل إشراقه تجلي لنا الأحداث شيئاً من أمرها ، و تبسط لنا الوقائع شيئا من خبرها ، و السعيد من عاش مع زمانه ، ووقف على ظواهره و أحداثه ، و تعلم مما سلف من أخبار الأقوام و الأمم .

فهذه ظاهرة من ظواهر الحياة و التاريخ نقف معها متأملين ، و لخبرها طالبين ، و من محاسنها آخذين ، و من مساوئها حذرين ، نعرضها على ميزاننا الثابت الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و من خلفه .

لننظر بعد هذا ماذا نعمل و كيف نعمل ، فالعولمة مع وضوحها للكثيرين ، إلا أنها لازالت مشوبة ببعض الغموض ، و هنا نجلي بعض الأمور عن هذه الظاهر لأستفيد منها أولاً ، و يستفيد منها من رام الفائدة فما كان من صواب فمن الله و حده ، و ما كان من خطأ فمن نفسي و من الشيطان .

تعريف العولمة لغة

العولمة ثلاثي مزيد، يقال: عولمة، على وزن قولبة، واللفظ مشتق من العالم، والعالم جمع لا مفرد له كالجيش والنفر، وهو مشتق من العلامة على ما قيل، وقيل: مشتق من العِلم، وذلك على تفصيل مذكور في كتب اللغة.

فالعولمة كالرباعي في الشكل فهو يشبه (دحرجة) المصدر، لكن (دحرجة) رباعي منقول، أما (عولمة) فرباعي مخترع ـ إن صح التعبير ـ.

فإن هناك جماعة من اللغويين يقولون بجواز اختراع ألفاظ وكلمات في اللغة العربية على وزان الألفاظ والكلمات الموجودة فيها، كما يقولون بجواز الزيادة والنقيصة على حسب الزوائد أو النقائص اللغوية الأخرى، مثل: صرف الباب الثلاثي إلى باب الانفعال، أو التفعيل، أو المفاعلة، أو الاستفعال، وكذلك أبواب الرباعيات ونحوها، فإنه كما يقال: عولمة، يقال: تعولمنا، وتعولمتُ، وتعولمتِ البلاد وهكذا، من قبيل تدحرجنا، وتدحرجتُ، وتدحرجتِ الكُرات وما أشبه ذلك. و العولمة على ما سبق مشتق من العالم، أي: صرنا عالميين (1).

و هذه الظاهرة اشتهرت بهذا اللفظ ، و إلا فلها مرادفات من الألفاظ قد أطلقها بعض العلماء على هذه الظاهرة و يرى د. صبري حافظ أن الصورة الجنينية الأولى لمصطلح العولمة هو تعبير "القرية الكونية " " Global village والذي صاغه مارشال ماكلوهان في أواخر الخمسينات، فقد اهتم ماكلوهان ببلورة فكرة تقليص سرعة حركة المعلومات للمسافات الجغرافية في كرتنا الأرضية التي تحولت إلى مجرد قرية واحدة يعرف كل شخص فيها ما يدور في أي مكان بها وعلاقة تغير مفهومنا للزمن وللمكان بتغير مفهومنا للثقافة وللإنسان ذاته، وبفتح آفاق جديدة أمام الإنسان بما يترتب عليها من بلورة لطاقات جديدة واقتحام لمجالات لم يسمع فيها وقع لقدم بشرية من قبل(2) .

و هناك – كما أسلفنا – من ترجم هذه الكلمة " Global village" إلى غير العولمة ، و من هنا اختلفت التعاريف اللغوية لهذه الكلمة لدى المفكرين و الباحثين و الكتاب و تنوعت الصيغ في التعريف مثل :

-الكوننة أو الكونية نسبة إلى الكون ، وهو في العرف الفكري المعاصر : العالم المشهود بجماداته و نباتاته و *****اته و أناسيه .
-الكوكبية . نسبة إلى كوكب الأرض .
-العالمية : نسبة إلى العالم . وهو أيضاً في العرف الفكري : العالم المشهود .
-الكلوية : نسبة إلى الكل ، أي جميع الناس على هذه الأرض
-و بعضهم ما زال يُسميها بالاسم الذي راج في أوائل التسعينات وهو: النظام العالمي الجديد
-و هناك كثير من الكتاب يسمونها بوصف هو نتيجة حكم عليها لديهم وهو : الأمركة . (3)

تعريف العولمة اصطلاحا

العولمة ظاهرة من الظواهر الكبرى ذات الأبعاد و التجليات المتعددة ، و الظواهر الكبرى توصف أكثر مما تُعرّف ، كما يقول أحد الفلاسفة : " إن كل ما ليس له تاريخ لا يمكن أن يُعرف تعريفاً مفيداً " و العولمة مما ينطبق عليه ذلك إلى حدٍ بعيد
و لهذا كثرت تعاريف العولمة و أصبحت تمثل رؤى شخصية ، فكلٌ يُدلي بما عنده من العولمة ، و يصوغ ما يشاء من التعاريف بناء على مشاهداته و معلوماته عن هذه الظاهرة سواء التاريخية أو من خلال التجارب الشخصية .(4)

فعلى الرغم من كثرة الكتابات عن ظاهرة العولمة و و تنوع الأطروحات في الأساليب و المجالات ، التتي تتناول العولمة إلا أنها لا تزال غامضة لدى الكثيرين ، بل ينعكس قد الأمر فلا يزيد المثقفون الناس إلا تعمية بها .

ففي إبريل عام ( 1998م ) عقد مؤتمر فكري بالقاهرة لمدة خمسة أيام عن العولمة و قضايا الهوية الثقافية ، و على الرغم من البحوث و المداخلات الكثيرة إلا أن المؤتمر انتهى - كما تقول أحد التحقيقات عنه – و كل واحد يفهم العولمة بغير ما يفهمها الآخر ، و كل وقف عند فهمه و قد قال أحد المعلقين في المؤتمر : لقد خرجنا من المؤتمر بأسئلة أكثر مما دخلنا فيه ، و بحيرةٍ أكثر عن العولمة .(5)

و هنا يمكن أن نسوق عدداً من التعاريف التي قد تقرب الصورة ، و توضع بعض الملامح لهذه الظاهرة . حيث قيل من ضمن التعاريف :



-المجتمع الإسلامي الواحد ، و صيرورة العالم واحداً .
-أن يصب كلٌ في آخر .
-اختراق ثقافات الأمم الضعيفة و احتلالها من قبل ثقافات القوى الكبرى .
-التبادل الثقافي و التجاري و غيرها للتقارب و الاستفادة المتبادلة .
-سيادة النمط الغربي في الثقافة و الاقتصاد و الحكم و السياسة في المجتمعات البشرية كلها .
-تدفقات و موجات تخترق الحدود السياسية و الوطنية و الهياكل الاقتصادية و المقومات الثقافية و أنماط التفكير و السلوكيات الخاصة بالشعوب و الحضارات المختلفة .
-التداخل الواضح لأمور الاقتصاد و السياسة و الاجتماع و الثقافة دون اعتداد يُذكر للحدود السياسية للدول ذات السيادة و الانتماء إلى وطن محدد أو لدولة معينة ، أو دون حاجة إلى إجراءات حكومية .
-زيادة الارتباط المتبادل بين المجتمعات الإنسانية ، من خلال عمليات انتقال السلع و رؤوس الأموال و تقنيات الإنتاج و الأشخاص و المعلومات .
-نظام عالمي يقوم على العقل الإلكتروني و الثورة المعلوماتية القائمة على المعلومات و الإبداع التقني غير المحدود ، دون اعتبار للأنظمة و الحضارات و الثقافات و القيم و الحدود الجغرافية و السياسية القائمة في العالم .
فالتعاريف كثيرة ، و بجمعها تتبين لقارئ ملامحها أو قدراً كبيراً من ملامحها أو أهدافها ، يقول الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الزنيدي :
غاية ما يمكن قوله هنا عن العولمة بصفتها ظاهرة معاصرة نعيشها في نهاية هذا العقد أنها : توجه و دعوة تهدف إلى صياغة حياة الناس لدى جميع الأمم و مختلف الدول وفق أساليب و مناهج موحدة بين البشر
و إضعاف الأساليب و المناهج الخاصة ، و بالذات ما يُخالف تلك الصياغة "(69) و هذه الصياغة تتم عن طريق و سائل سنأتي عليها إن شاء الله في الحدث عن مظاهر العولمة .

نشأة العولمة و تطورها

يرى الباحثون الذين تحدثوا عن نشأة العولمة أن العولمة عملية تراكمية ، أي أن هناك عولمات صغيره سبقت ومهدت للعولمة التي نشهدها اليوم ، والجديد فيها هو تزايد وتيرة تسارعها في الفترة الأخيرة بفضل تقدم وسائل الإعلام والاتصال ، ووسائل النقل والمواصلات والتقدم العلمي بشكل عام ، ومع ذلك فهي لم تكتمل بعد .

و إن أي نشاط يقوم به الإنسان فإنه يعتبر نشاطاً عولمي بوصفٍ ما أو بمقياسٍ ما ، و لهذا لم يُجزم ببداية لهذه الظاهرة فيما سلف ، و لكنهم يشيرون إلى محطاتٍ تاريخية في أحداث ووقائع تجلت فيها حركة العولمة ، و لعلنا نذكر هذه المحطات على وجه الإجمال :

أولاً : كان العرب في الماضي هم المطورون الأوائل لأنظمة المتاجرة عبر البلدان ، و كان المقر الرئيس لذلك النشاط هو منطقة الخليج ، و كان يتمركز في جزيرة هرمز . و قد استمرت هذه الحال إلى نحوٍ من عام 1600م ، لكن البرتغاليين قاموا خلال القرن الخامس عشر ببرامج بحث و تطوير في التقانة البحرية في ( ساجرس ) و كان الهدف لذلك البرنامج بناء أسطول بحري يتم فيه تحدي نظام المتاجرة الدولي الذي يهيمن عليه العرب ، و قد نجح البرتغاليون في صنع السفينة العابرة للمحيطات و التي بإمكانها عبور المحيط الأطلسى ، كما أن بإمكانها حمل مئة قطعة مدفعية و إطلاق نيرانها .
و آذنت هذه التقانة البحرية الجديدة ببدء عصر الاكتشافات الجديدة ، فقد حققت اوروبا في عام 1500م تعادلاً تقانيا مع العرب ، إلا أن ميزان القوة بين الطرفين منذ ذلك الحين أخذ يتقوض بسرعة بسبب سلسلة من التقدمات العلمية و التقانية الأوروبية ، مثل إحلال قوة البخار محل قوة العضلات ، و اكتشاف توليد الطاقة الكهربائية و نحوها .

حتى اطرد نمو الهيمنة الغربية خلال القرون الخمس الماضية باستثناء حقب قصيرة . و كانت تلك الهيمنة إبان الاستعمار العسكري للدول الضعيفة في أوج قوتها كما جرى في القرن التاسع عشر و النصف الأول من القرن العشرين ، و هذا إيذان بأن قيادة العولمة أصبح في أيدي الغرب

ثانيا: لما انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945م كانت قد خلفت آثاراً تعد منعطفا مهماً في تاريخ العولمة ، إذ أنه بدا واضحاً أن الهيمنة الحقيقية لا ينبغي أن تكون عسكرية ، و إنما ثقافية و اقتصادية . و هذا ما سينتج عنه في النهاية هيمنة سياسية شاملة لكل المناحي . و من هنا تم وضع الخطط لتجاوز النتائج المأساوية التي نتجت عن الحرب العالمية الثانية .

و قد بذلت الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الحقبة و بين عامي 1948-1951 أكثر من اثني عشر مليار دولار من أجل إعادة بناء الدول الصناعية الغربية و اليابان و عبر مشروع (مارشال)(7)، و لم يكن هذا كرماً ذاتياً من الولايات المتحدة الأمريكية ، و لكنها كانت ترى بعداً في هذا البذل سيتحقق لها ، وهو أنها ستجعل من أوروبا و اليابان جزء من سوق مفتوحة تساعدهم فيها على استيراد المصنوعات الأمريكية ، و إيجاد فرص للاستثمار ، بالإضافة إعادة تنظيم العلاقات النقدية و أسعار الصرف ووسائل الدفع الدولية , و قد تمثل ذلك بظهور (البنك الدولي) و (صندوق النقد الدولي) .

و من هنا عدَّ بعض الباحثين أوساط عقد الأربعينيات الحقبة التي وضع فيها حجر الأساس لعولمة أطلسية . و قد سعت أمريكا إلى تسييد أصحاب الأعمال و إضعاف التكتلات العالمية .

ثالثاً : من المؤكد أنه لم يكن معترفاً بالعولمة في الدوائر العلمية على أنها مفهوم له أهميته قبل عقد الثمانينيات ، مع أنها كانت تستخدم على نحوٍ متقطع ، أما خلال النصف الثاني من ذلك العقد ، فقد اختلف الأمر حيث أعلن (جورباتشوف)(Coolعن قيام ثورة التغيير و إعادة البناء و هذا يعني عند التحقيق انهيار الاتحاد السوفييتي سياسياً و اقتصادياً ، كياناً و نفوذا ، كما أنه كان يعني اتجاه الخصم العنيد للغرب خطوات واسعة نحو المنهجية الغربية في السياسة و الاقتصاد ، و كان ذلك في كل المعايير انتصاراً لليبرالية و الرأسمالية . و تلا ذلك سقوط (جدار برلين) عام 1989م و أخذت الدول التي كانت تشكل (حلف وارسو) تنضم الواحدة تلو الأخرى إلى الحلف الأطلسي . و بعضها مازال يطرق الأبواب و لما يفتح له .
و تبع ذلك انهيار أسوار عالية كانت تحتمي بها الأسواق في الصين و أوروبا الشرقية و روسيا ، و صار انتقال الأفكار و أنماط العيش و رؤوس الأموال و الخبرات التنظيمية و التقنية أكثر سهولة ، و أوسع مدى من أي مرحلة سابقة
و هذه المرحلة الأخيرة مازالت مستمرة ، فيها يتعمق استخدام مصطلح (العولمة) و يكتسب معانٍ ودلالات جديدة عند بزوغ كل شمس .

من يقود العولمة في العالم اليوم
إن قيادة العولمة تتم على نحو جوهري من قبل الغرب و من يتحرك في فلكه في الأصل ، ثم عند التأمل نجد أن الدافع الأول و المحرك الحقيقي لهذه الظاهرة هي أمريكا ، فلها الساعد الأقوى في دفع حركات العولمة .
و سبب ذلك هو ما عند الغرب من ثورات و براءات اختراق و رؤوس أموال ضخمة ، في حين انحسار هذه المظاهر بشكل عام في العالم الإسلامي ، فالأمة التي تسهم بشكل أكبر هي الأمة التي تصنع و تملك و هذا متحقق عند الغرب واقعاً ملموساً .
و هو عند أمريكا بشكل أكبر و لهذا يرى كثير من الباحثين أن ما يُسمى بـ(العولمة) ، ينبغي أن يُسمى (أمركة) ، حيث إن الذي يسيطر على قرارات المنظمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الدولية هي الولايات المتحدة الأمريكية ، لأن صوتها هو الأعلى ، و ما تمليه ينفذ ، و الثقافة الشعبية الأمريكية هي الأقوى و الأسرع انتشارا في العالم .
لم يكن هذا الدور القيادي ( عالمياً) ضرب من ضروب الصدف ، و لكنه أتى بعد محاولات لاستغلال الظروف و الأحداث من قبل الساسة الأمريكان إبّان التنافس على الصدارة ، حيث كان في العالم قطبان للسياسة العالمية : واشنطن ، و موسكو ، و لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تفرّدت واشنطن بالقيادة ، إضافة إلى مشروع ( مارشال ) فتحقق لهذا بعد هذا نشاط سياسي و اقتصادي و ثقافي .

أهداف العولمة

" الهدف الظاهر من العولمة هو خدمة البشرية و توحيد مصيرها بإزالة الحواجز بينها ، و إشاعة القيم الإنسانية في عالمها ، و حماية هذه القيم من إهدارها حتى ولو كان من قبل الدولة ، و مقاومة الرقابة التي تحد من قيمة الإنسان في حركته الاقتصادية أو تلقي معلوماته .
هذا هو الهدف الظاهر المعلن .
لكن إذا تركنا الجانب التطبيقي منها الآن و وقفنا مع الجانب المنطقي ، فإن أقرب الأسئلة بداهة هو : من يا ترى الذي سيحدد معايير القيم و مواصفاتها ؟ و من الذي سيرسم مساراتها التنظيمية في الاقتصاد و القضايا الاجتماعية و الفكر ؟ بلفظٍ جامع : من الذي سيوجهه هذه العولمة .؟
ذكرنا فيما مضى أن مصدر هذه العولمة هي أوروبا ، و بالدرجة الأولى و الفاعلة ( أمريكا ) أي : أنها هي القوة الكبرى الغربية و باقي العالم دوره التلقي .
و عليه : فإن هذه العولمة ستكون مصبوغة بالصبغة الغربية ، فلسفة و نمط حياة ، ليس هذا مجرد استنباط بل هو الحقيقة المعلنة ، إن العولمة هي العولمة لليبرالية الغربية التي تمثل - كما يتصورون – أنضج المذاهب البشرية الآن التي انتهى إليها التاريخ كما يقول فوكوياما ، و يقول ديفد روشكوبف الأستاذ في جامعة كولومبيا و المسئول السابق في حكومة كلينتون : " يذهب العديد من المراقبين إلى استغلال الفرص التي خلفتها الثورة المعلوماتية الكونية للترويج للثقافة الأمريكية على حساب الثقافات الأخرى وهو شيء بغيض ، لكن هذا الأمر من النسبة أمر خطر بقدر ماهو خاطئ " . و بعد أن يُبرز وجهته يؤكــد أنه : "يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية ألا تتردد في الترويج لقيمها ، و في سعيهم ألا يكونوا سياسيين أو مهذبين ، ينبغي على الأمريكيين حقيقة أنه بين كل الأمم التي عرفها تاريخ العالم ، فإن أمهتم هي الأكثر عدلاً و الأكثر تسامحاً و الأكثر حرصاً على إعادة تقييم الذات و تحسينها ، و هي النموذج الأفضل للمستقبل .
و يتعين على الأمريكيين أن يروجوا لرؤيتهم للعالم لأن الفشل في القيام بذلك أو تبني موقف (عش ودع غيرك يعيش) يعنيان التنحي ، فهل تبني قادة أجانب لنماذج تشجع النزعة الانفصالية و الصدوع الثقافية التي تقوض الاستقرار يمثل تهديداً للولايات المتحدة الأمريكية ، و للسلام الإقليمي و للأسواق الأمريكية و لقدرة الولايات المتحدة الأمريكية على القيادة ؟ إن الإجابة هي : نعم بالتأكيد " (9)

و كما ستكون مصبوغة بالصبغة الغربية ، كذلك فإن مسالك العولمة ستفصل و تحدد أنماطها بحسب ما يحقق مصالح تلك القوى و يحفظ لها موقعها المتفوق و ريادتها الحضارية ، و يُبقي عالم الضعفاء أتباعا مهمشين منجذبين - من أنفسهم أو من سلطة العولمة – نحو التبعية لتلك القوى .
و هذه التبعية مسألة منطقية في عالم تحكمه المصالح و الفلسفة البراجماتية النفعية ، و بالذات في مثل أمريكا التي تقوم فلسفة على حكمها المصلحية ولو ضحى في سبيلها بأشياء كثيرة من القيم و المعاهدات التي يلتف عليها ، و هذا الأسلوب المصلحي لا يتناقض - كما يقول مؤلفا كتاب : فخ العولمة – " مع التقاليد السائدة في أمريكا ، فالزاعم القائل بأن أمريكا تساعد العالم في حل مشكلاته حبا للخير لوجه الله لا غير ، هو زعم باطل أصلاً ، فبغض النظر عما بينهما من اختلافات لا تحقق حكومات الولايات المتحدة منذ قديم الزمان إلا ما نره يخدم مصلحتها القومية " .(10)

مظاهر العولمة
لا شك أن نظام العولمة قد فرض نفسه ووجوده وبسط نفوذه بفعل عوامل عدة ساعدته في ذلك خاصة ما يتعلق بالوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الأقمار الاصطناعية وشبكة الإنترنت والقنوات الفضائية والحواسب وغير ذلك من وسائل الاتصال والتواصل المتعددة التي لا يخفى علينا مدى أهميتها القصوى في العصر الحاضر في التقريب بين الشعوب والدول والأمم والحضارات.ولم تنج البلاد العربية والإسلامية كباقي دول العالم من زحف العولمة وآثارها، وقد عمد الغرب إلى التغلغل فيها من أجل تحقيق أهدافه وأغراضه السياسية والاقتصادية والثقافية... ولا غرو أن تعد العولمة شكلاً جديداً من أشكال الاستعمار الغربي الحديث الذي يستهدف من ورائها بسط نفوذه وهمينته على الدول العربية والإسلامية وشعوبها وخيراتها وإمكاناتها الطبيعية والاقتصادية والمادية.(11)

و لعل أهم مظاهر العولمة ما يلي :
المجال الاقتصادي
لما أنشئت منظمات و مؤتمرات تُعنى بالاقتصاد العالمي كمنظمة (الجات) ثم (منظمة التجارة العالمية) كانت العولمة لها نفوذ على تلك المنظمات ، و تمكنت من توجيهها وفق أجنتدها التي تريد إخضاع الشعوب لها ، فالعولمة الاقتصادية مظهر من مظاهر العولمة ، و لذا ينطبق عليها ما ذكرناه من تنافر بين الهدف الذي حدده مبتغوا العولمة ، و بين ما يمكن أن يُطبق منطقاً و عقلاً .
و بعد قيام تلك المنظمات ، و السعي لتحقيق العولمة الاقتصادية تستجد أمور توهن من شأن هذه الفكرة و مدى تحقيقها و هي :
-أن العلاقات بين الدول و الشركات ستكون علاقات تنافس و صراع على اقتناص الأرباح و سباق الآخرين .
-أن السبق و الغلبة ثم الهيمنة هي للأقوى اقتصادياً ، و الاندحار و من ثم الانهيار من نصيب الضعفاء اقتصادياً .
-أن الاقتصاد ليس مجرد تبادلات ما دية معزولة عن المشاعر ، فحينما يتوحد أناس في ظل منظومة اقتصادية معينة ، و تتداخل مصالحهم تقوم مشاعر الولاء و الامتزاج بالآخر الذي ارتبطت به بعض مصالحهم حتى لو كانت مصالح هو المغلوب فيها .
-هذه الفلسفة هي التي كان يرمي بها شمعون بيريز في مشروعه الشرق أوسطي حيث برهن على أن الحروب هي أسوأ وسائل السيطرة ، بل إن السيطرة الحقيقية تكون بالاقتصاد و التكنولوجيا و العلم ، و أن دول الشرق الأوسط قد أنفقت الكثير على الحروب و الدمار و لا بد أن نكسر الحواجز النفسية لوضع منظومة اقتصادية يرتبط بها الجميع.(12)
و قد تمكنت الولايات المتحدة من إقامة مؤسسات اقتصادية رأسمالية عي نطاق عالمي مثل : البنك الدولي و صندوق النقد الدولي و اتفاقية الجات ، إضافة إلى عشرات الاتفاقيات التجارية الثنائية أو متعددة الأطراف مع مختلف دول العالم . (13)

المجال السياسي و العسكري
اعتمدت الولايات المتحدة سياسة التحالفات بعد الحرب العالمية الثانية ، و كثير من تلك التحالفات تم من أعداء سابقين مثل اليابان و كوريا ، و تهدف تلك التحالفات منع أي قوة تهدد المصالح الأمريكية ، فهي تبحث عن خصوم القوة التي تتوقع منها تهديداً في المستقبل ، و تدعم أولئك الخصوم على نحو ما فعلت حين دعمت حلف شمال الأطلسي ضد الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة ، و كما دعمت اليابان و تايوان و كوريا الجنوبية ضد القوتين السوفييتية و الصينية ، و زرعت اليهود في فلسطين المحتلة ، ليكونوا في مواجهة العرب و المسلمين ، و قد استخدمت مواردها المالية الضخمة في إيجاد حلفاء لها ، يُعتمد عليهم و مشروع ( مارشال ) و الاستثمارات الضخمة جنوب شرق آسيا و المساعدات الخارجية للدول الصديقة نماذج على ذلك .

المجال الديني
يقول هنتجتون (14) : " مشكلة الغرب الخطيرة هي الإسلام ، الثقافة المختلفة التي يقتنع أصحابها بتفوق ثقافتهم " و قد ذكر أن الحل لاختراق هذه الثقافة إجراء حوار بين الحضارات و ذلك لاحتواء الاختلافات الموجودة بين الإسلام و الثقافة الغربية .
و هذا الهدف ليس جديداً مع العولمة ولا مع الحوارات الحضارية و الدينية ، بل هو قديم منذ أن كان الاستعمار يرعى حملات التنصير التي كان هدفها كما قرره المنصر : (زويمر)(15) و كما رصده (هاملتون جب) (16) هو إذابة مشاعر التقديس لدى المسلم للقرآن و السنة النبوية ، ليصبح فكره و نفسه مفتوحة لتقبل الروح الغربية في معارفها الاجتماعية و قيمها و نظمها ، أو على الأقل لتقطع صلته بدينه فيصبح " مخلوقاً لا صلة له بالله تائها في الحياة ، تتحكم به شهواته فيسهل استعباده "(17) .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arb2day.123.st
 

تعريف العولمة لغة واصطلاحا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

مواضيع ذات صلة


خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
تعريف العولمة لغة واصطلاحا , تعريف العولمة لغة واصطلاحا , تعريف العولمة لغة واصطلاحا ,تعريف العولمة لغة واصطلاحا ,تعريف العولمة لغة واصطلاحا , تعريف العولمة لغة واصطلاحا
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ تعريف العولمة لغة واصطلاحا ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: المنتدى التعليمى-