[النشـاط: نصوص
الموضوع: من الغزل العفيف ( جميل بن معمر)
الهدف الخاص : التعرف على أهم مظاهر التعبير الشعري في العصر الأموي ، وعلى أهم أعلام الشعر الوجداني العاطفي .
تمهيد: حفل الأدب العربي القديم بنماذج لقصص الحب الطاهر العفيف، فهل لك أن تذكر بعض أصحاب هذه القصص؟
التعريف بصاحب النص:
الشاعر هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري، وكنيته أبو عمرو. من بني عذرة ، إحدى قبائل قضاعة . اشتهر بحب ابنة عمه بثينة، فتبادلا حبا طاهرا عفيفا، وذكرها في شعره فمنع بسبب ذلك من الزواج منها، وزوجها أبوها لغيره، لكنه ظل متعلقا بها، يذكرها في شعره، حتى اشتهر أمره، فشكاه أهلها إلى الوالي، ففر إلى اليمن ثم إلى مصر وهناك مرض وتوفي سنة 82ه . ترك ديوان شعره أكثره في الغزل والهيام ببثينة .
والنص الذي بين أيدينا نموذج من هذا الغزل العفيف الذي عرف به. وفيه يعبر الشاعر عن أيام الأنس التي قضاها مع محبوبته وشدة تعلقه بها .
قراءة النص: قراءة نموذجية ثم قراءات فردية معبرة.
إثراء الرصيد اللغوي:
راعَ يَريعُ: نَما، وزادَ، وَرَجَعَ، والريعان من كُلِّ شيءٍ: أوَّلُهُ وأفْضَلُهُ.
النِّضْوُ، بالكسر: حديدةُ اللِّجامِ، والمَهْزُولُ من الإبِلِ وغيرِها، ويقال فلان نضو سفر: مجهد من السفر . البَرْقاءِ، ج: بَرْقاواتٌ، جَبَلٌ فيه لَوْنانِ، أَو كُلُّ شَيْءٍ اجْتَمَعَ فيه سَوادٌ وبَياضٌ.
اكتشاف معطيات النص:
يذكر الشاعر في هذه الأبيات أيام الصفاء، ويتمنى عودتها ، فقد كان فيها على وصال مع بثينة، وقد كانت تبادله الهوى يحادثها وتحادثه ويلتقي بها فينسى وجده ويعود إليه الشوق كلما فارقها، وقد نصحه الناصحون بغزوة يجاهد فيها فينسى وجده، لكنه يعلن أن الجهاد كله في بثينة فهو مستعد للموت دونها . ومن كان يشك في ذلك فليسأل برقاء ذي ضال وهي موقعة شهدها من أجل نسيان بثينة كما يقول .
الفكرة العامة: تذكر أيام الوصال والشوق إليها.
مناقشة معطيات النص:
مضمون هذا النص هو التغزل ببثينة وذكر أيام الأنس والوصال وتمني عودتها، وقد عالج فيه الشاعر جملة من الأفكار نذكرها كما يلي على التوالي :
1_ (1 _4) تتذكر أيام الأنس.
2_ (5 _ عجز الشاعر على تحمل البعد .
3_ (9 _11) الدليل على حب بثينة.
والشاعر في هذه المعاني يبدوا صادقا في مشاعره فهو لا يخفي حقيقة ما يشعر به من وجد وشوق. ويظهر ذلك من خلال استعمال الشاعر للكلمات التي تدل على ذلك من مثل لفظة الشهيد ) التي تكررت ثلاث مرات.
تحديد بناء النص:
يبدوا النص من خلال المعاينة الدقيقة متعدد الأنماط فيه من السرد مثل ما نجد في البيتين الأولين، وفيه من الحوار كما هو حاصل في الأبيات التي هي بين البيت الثالث والسابع أما الحجاج فنلمسه في بقية الأبيات عندما يحاول الشاعر تقديم الدليل على حبه لبثينة.
تفحص الاتساق والانسجام :
الملاحظ على أبيات القصيدة أنها متماسكة ببعضها فالبيت الأول والثاني مرتبطان ارتباطا معنويا فالثاني جواب للأول ، وكلاهما تمهيد لما يأتي من ذكر لأيام الوصال، التي عددها الشاعر في ما تبقى من الأبيات. محاولا الربط بينهما مرة عن طريق حرف العطف ( الواو ) كما هو بين البيت الثالث والرابع، ومرة عن طريق الصيغ الشرطية التي تذكر الشرط و تردفه بالجواب كما هو في البيت السادس والسابع ،وهكذا . وفي ذلك دليل على مدى تناسق العبارات وترابطها، وانسجام المعاني ببعضها.
مجمل القول:
في الخلاصة وجب ذكر الغرض الذي ينتمي إليه النص وهو الغزل العذري الذي شاع في البوادي أيام الحكم الأموي وعرف عند الكثير من الشعراء، أمثال جميل وكثير وقيس.. ومن خصائصه صدق العاطفة، والتعبير عن شدة الشوق في عفة واحتشام، والبعد عن الوصف الحسي لمفاتن المرأة.
ومن أجل ذلك نجد الشاعر يكتفي بذكر ما يحسه من وجد ووله بالمحبوب ويؤيد ذلك وفاء الشاعر لمحبوبته .