أولا : يجب تقديم الفاعل على المفعول به في أربعة حالات : ـ
1 ـ إذا التبس إعراب الفاعل ، والمفعول به لانتفاء الدلالة على فاعله الأول ، ومفعوله الثاني .
نحو : ضرب عيسى موسى ، وأكرم أبي صديقي .
2 ـ إذا كان الفاعل ضميرا متصلا ، والمفعول به اسما ظاهرا .
نحو : أكلنا الطعام ، وشربنا الماء .
3 ـ إذا كان المفعول به محصورا بإلا ، أو بإنما .
نحو : ما كافأ المعلم إلا المجتهد . ونحو : إنما أكرم عليٌّ محمداً .
4 ـ إذا كان الفاعل ، والمفعول به ضميرين متصلين .
نحو : عاقبته ، كافأته ، أحببته .
ثانيا : يجب تقديم المفعول به على الفاعل في ثلاث حالات :
1 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا ، والفاعل اسما ظاهرا .
نحو : شكره المعلم ، ساعده القويّ .
123 ـ ومنه قوله تعالى : { أخذتهم الصيحة }1 .
2 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به .
9 ـ نحو قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ }2 .
فلو قدمنا الفاعل " ربه " لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، وهذا غير جائز ، إذ
لا يصح أن نقول : أصلح الساعة صاحبها .
3 ـ إذا كان الفاعل محصورا بـ " إلا " ، أو بـ " إنما " .
نحو : ما قطف الثمر إلا الحارس . ونحو : إنما ضرب محمدا عمرو .
ـــــــــــــــ
1 ـ 73 الحجر . 2 ـ 124 البقرة .
تنبيه وفوائد : حول تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بـ " إلا " ، أو بـ " إنما " .
أجمع النحاة على أنه لا خلاف حول عدم جواز تقديم المحصور بإلا ، أو بإنما فاعلا كان ، أو مفعولا كما بينا في الأمثلة السابقة .
أما المحصور بإلا ففيه خلاف ، وقد حصره النحويون في ثلاثة مذاهب : ـ
1 ـ مذهب أكثر البصريين ، والفراء ، وابن الأنباري ، فقالوا : إذا كان المحصور بإلا فاعلا امتنع تقديمه ، فلا يجوز أن نقول : ماضرب إلا محمدٌ عليا .
وما ذكر من شواهد في كتب النحو على جواز تقديمه فهو مؤول {1} .
وإن كان المحصور مفعولا به جاز تقديمه . نحو : ما ضرب إلا عمرا زيدٌ .
2 ـ مذهب الكسائي ، وقد جوز فيه تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا .
3 ـ مذهب بعض البصريين ، واختاره بعض النحاة كالجزولي ، والشلوبين ،
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ من الشواهد على جواز تقديم الفاعل المحصور بإلا قول الشاعر :
فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا عشيَّة آناءُِ الديار وشامها
والتأويل حاصل باعتبار أن جملة " هيجت " مفعول به لفعل محذوف والتقدير :
درى ما هيجت لنا . انظر التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1 ، ص 384 .
وخلاصة القول : إنه لا يجوز تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا . وهذا الوجه هو الذي عليه القاعدة أعلاه في تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بإلا ، أو بإنما .
وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل : ـ
يجب تقديم المفعول به على الفعل ، والفاعل معا في ثلاث حالات :
1 ـ إذا كان المفعول به له صدر الكلام ، كأسماء الشرط والاستفهام .
124 ـ نحو قوله تعالى : { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }1 .
125 ـ وقوله تعالى : { ومن يضلل الله فما له من هاد }2 .
ومثال الاستفهام : من اصطحبت في رحلتك ؟
أو كان مضافا إلى ما له الصدارة في الكلام . نحو : ورقة من صححت .
أو كان المفعول به " كم " ، و " كأين " الخبريتين .
نحو : كم صدقةٍ أنفقت . 126 ـ وكأين من حسنةٍ فعلت .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 110 الإسراء . 2 ـ 33 الرعد .
2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا منفصلا . نحو قوله تعالى : { إياك نعبد }1 .
إياك : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم .
نعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : نحن .
ـــــــــ
1 ـ 5 الفاتحة .
3 ـ إذا كان الفعل العامل في المفعول به واقعا بعد الفاء الرابطة في جواب " أمّا " ، وليس للفعل مفعول به آخر . 127 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر }1 .
حذف الفعل : ـ
يحذف الفعل في موضعين :
الأول : واجب الحذف ، وذلك إذا كان مفسرا بما بعد الفاعل من فعل ، ويكون ذلك بعد : إذا ، وإن ، ولو .
128 ـ نحو قوله تعالى : { إذا السماء انشقت }2 .
ونحو : لو الحارس تيقظ ما تمكن اللصوص من السرقة .
129 ـ ونحو قوله تعالى : { إن أحد من المشركين استجارك }3 .
ــــــــــــ
1 ـ 9 الضحى . 2 ـ 1 الانشقاق . 3 ـ 6 التوية .
الثاني : جائز . نحو قولك : خالدٌ ، جوابا لم سأل : من قرأ الدرس ؟
وهذا الوجه فيه آراء كثيرة ، والصحيح الحذف طالما هناك دليل دل على الفعل المحذوف ،
130 ـ ومنه قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقكم ليقولن الله }1 .
15 ـ وقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله }2 .